نمط الوسيط Mediator

من موسوعة حسوب
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

نمط الوسيط هو نمط تصميم سلوكي يسمح لك بتقليل الاعتماديات الفوضوية بين الكائنات، إذ يقيد عمليات التواصل المباشرة بينها ويجبرها على التواصل من خلال كائن وسيط.

المشكلة

لنقل أن لديك صندوقًا حواريًا لإنشاء وتعديل حسابات المستخدمين، به عناصر مختلفة من متحكمات الاستمارات، مثل الحقول النصية ومربعات الاختيار والأزرار وغيرها.

الصورة. قد تصبح العلاقات بين عناصر واجهة المستخدم فوضوية كلما تطور البرنامج.

قد تتفاعل بعض عناصر الاستمارة مع بعضها البعض، فتحديد المربع أمام خيار "لدي كلب" مثلًا قد يظهر حقلًا نصيًا مخفيًا لإدخال اسم ذاك الكلب، والنقر على زر "إرسال" يستدعي تحققه من جميع القيم المُدخلة في الاستمارة قبل حفظ البيانات.

الصورة. قد يكون لديك علاقات كثيرة بين العناصر وبعضها، ومن ثم فإن إجراء تغييرات على بعض العناصر قد يؤثر في غيرها.

وبتطبيق هذا المنطق مباشرة داخل شيفرة عناصر الاستمارة فإنك تجعل فئات تلك العناصر أصعب في إعادة الاستخدام في استمارات أخرى داخل التطبيق، فقد لا تتمكن من استخدام فئة مربع الاختيار تلك داخل استمارة أخرى بسبب أنك ربطتها بالحقل النصي الذي سيظهر بعد تحديد مربع الاختيار منتظرًا إدخالك لنص "اسم الكلب في هذه الحالة من المثال السابق". فيكون الخيار الذي لديك هو أن تستخدم كل تلك الفئات التي استخدمتها لإخراج حساب المستخدم، أو تتركها بالكلية.

الحل

يقترح نمط الوسيط أنك يجب أن توقف جميع الاتصالات المباشرة بين العناصر التي تريدها أن تكون مستقلة بنفسها، وتجعلها تتواصل فيما بينها بشكل غير مباشر من خلال استدعاء كائن وسيط خاص يعيد توجيه الاستدعاءات إلى العناصر المناسبة. وهكذا تعتمد العناصر على فئة وسيط واحدة بدلًا من أن تكون مرتبطة بعشرات العناصر الأخرى.

وفي مثالنا الخاص باستمارة تعديل الحساب فإن فئة الصندوق الحواري نفسها قد تتصرف كوسيط، وهي على الأرجح تعرف جميع عناصرها الفرعية، لذا فلن تحتاج أن تدخِل اعتماديات جديدة في تلك الفئة.

الصورة. عناصر الواجهة الرسومية يجب أن تتواصل بشكل غير مباشر من خلال كائن وسيط.

لعل أكثر تغيير تلاحظه هنا هو ذاك الذي يحدث لعناصر الاستمارة الحقيقية، فمثلًا ما كان يحدث عادة عند النقر على زر "إرسال Submit" أن الزر ينفذ عملية تحقق كاملة لكل القيم التي أدخلها المستخدم، وذلك في كل مرة يضغط فيها زر إرسال. لكن بعد جعله مرتبطًا بالصندوق الحواري فقط، فإن وظيفته الوحيدة صارت تنبيه الصندوق الحواري بنقرة المستخدم، وينفذ الصندوق بعدها عمليات التحقق أو يمررها إلى العناصر المنفردة، ومن ثم فإن الزر يعتمد الآن على فئة الصندوق الحواري وحدها بدلًا من ارتباطه بعشرات العناصر من الاستمارة.

تستطيع المضي في هذا المنطق وتجعل الاعتمادية أكثر مرونة باستخراج الواجهة المشتركة لكل أنواع الصناديق الحوارية، وينبغي أن تصرح الواجهة عن أسلوب الإشعار الذي ستستخدمه كل عناصر الاستمارة لإشعار الصندوق الحواري بالأحداث التي تقع لتلك العناصر، وعليه ينبغي أن يستطيع زر الإرسال الآن أن يعمل مع أي صندوق حواري يستخدم تلك الواجهة. وهكذا يسمح لك نمط الوسيط بتغليف شبكة علاقات بين عدة كائنات داخل كائنِ وسيطٍ واحد، وفائدة هذا أنه كلما قلت الاعتماديات (dependencies) في فئة ما، صار تعديلها أسهل، وكذلك توسيعها وإعادة استخدامها.

مثال من الواقع

الصورة. لا يتواصل الطيارون مباشرة مع بعضهم لتحديد أيهم يهبط على المدرج أولًا، بل تتم عمليات التواصل من خلال برج المراقبة.

لا يتواصل الطيارون الذين على وشك الهبوط أو المغادرة مباشرة مع بعضهم لتحديد من يهبط قبل من ومن يقلع قبل غيره، بل يخاطبون مسؤولًا في حركة المرور الخاصة بالطائرات على مدرجات المطار وفي سمائه، يجلس في برج طويل على بعد مناسب من المدرجات. لكن إن لم يوجد ذلك المسؤول فسيستغرق الطيارون وقتًا طويلًا في مناقشة أولويات الهبوط وأماكنه إضافة إلى ضرورة علمهم بكل طائرة موجودة في محيط المطار أو تقترب منه ، مما يزيد من معدلات الحوادث بشكل مخيف في النهاية.

وتنتهي مهمة برج المراقبة بعد ضبط عمليات الهبوط والإقلاع، فلا يتحكم بشيء من رحلة الطائرة بعد ذلك، إذ أنه موجود لتنفيذ قوانين تحكم حركة مرور الطائرات من وإلى وعلى المدرجات، حيث يكون عدد المشاركين في تلك العملية كبيرًا على طيار بمفرده داخل طائرته.

البنية

الصورة.